اسرار بريس/ محمد السرناني
ايها المسؤول هل تعلم ان اولادبرحيل لها تاريخ نظيف، منطقة فلاحية ، أسرارها محفوظة ومصونة، وأعراضها محاطة بضيعة الفلاحية والبساتين وأنسابها نقية ورجليها طاهرة، دروبها وأزقتها تحمل عناوين أسر علمية محافظة عمَّرها أولياء الله وشرفاء من خلقه؛ منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، ومما عهد عنهم أنهم خدموا دين الله وسنة رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام، وقد اختزلت أسماؤهم تاريخا حافلا بالنضال والجهاد، وسيرا حميدة من سير النبل والجود والعطاء. كما أن المدينة موصولة الوثاق برباطات العلم والعلماء، وتحتضن نواحيها أكثر المدارس العتيقة إشعاعا علميا وتربويا على الصعيد الدولي، فما الذي وقع لهذه المدينة الصغيرة لا تتوفر حتى على مستشفى بالمواصفات وتغرق في كثير من المشاكل مثل الصرف الصحي و
الترامي على الملك العمومي والإجهاز عن الأرصفة، بدون أي وجه حق ، إلا أن الأمر مغاير تماما لانتظارات الساكنة فدار لقمان بقيت على حالها ، دون أن تكون هناك أية مبادرة للحد من هذه الفوضى. فجولة قصيرة داخل المدينة يثير انتباهك مدى الفوضى العارمة التي تتخبط فيها المدينة، من احتلال للأرصفة من طرف التجار وأصحاب المقاهي، فأصبحت الساكنة تزاحم السيارات في شوارع المدينة، معرضة نفسها لخطر حوادث السير في أية لحظة، مادام الرصيف المخصص لها قد تم اغتصابه منها، نتيجة عدم الحد من العشوائية اين هو دور السلطات المحلية والمجلس البلدي وقد سمعنا الكثير في السنة الماضية عن مفوضية الأمن الوطني بين الناس وكانت كل الاشاعات تقول على أن هذه المصلحة ستفتح أبوابها في القريب العاجل. خصوصا وسيارات الامن كانت متراصة أمام مقر البلدية القديم في تحليل من الناس على أنها في زيارة تفقدية للمكان، الذي ربما يكون المقر الرئيسي لجهاز الامن بالمدينة. ثم يأتي قائل فيقول لقد تغير المكان وتم التوافق على المقر السابق لقيادة سيدي عبد الله أو موسى كبناية لمصلحة الشرطة كإشاعة أخرى…
فاستبشر الناس خيرا بحلم حلول هذه المصلحة ببلدتهم…لكن الانتظار طال و وصارسرابا على الاقل الى حدود اليوم. فمعلوم ان هذه البلدية أصبحت مترامية الاطراف وعدد سكانها في ازدياد مستمر. و مصالح الدرك الملكي المتواجدة بها لا تكفي لفرض الامن خصوصا وأن لها مهام مماثلة في مجال جغرافي شاسع يشمل الجماعات القروية المجاورة. و قلة الموارد البشرية التي تعاني منها مصلحة القوات المساعدة و أعوان السلطة بالنظر لعدد السكان و شساعة الجغرافيا تقف عائقا في فرض الامن بهذه المدن رغم كل الجهود التي ُتبدل.
والمطالبة بهذه المصلحة الحيوية ليس فقط لفرض الأمن، بل أيضا للحد من نزيف الطرقات داخل هذه المدينة، ولتوفير خدمات اخرى تفتقدها الساكنة. فعلى سبيل المثال كل سكان مناطق أولاد برحيل واولوز ،.. مضطرون دوما للتنقل الى مفوضية الامن بتارودانت كلما تعلق الامر بإحداث أو تجديد البطاقة الوطنية. باستثناء المراكز التي تم احداثه بمركز تاليوين الذي خفف عن ساكنة المنطقة عناء السفر لمسافة 100 كيلومتر الى تارودانت، في حين أن سكان الدوائر الاخرى لا تزال تعاني ويلات التنقل الى مصلحة الامن الوطني بتارودانت مما يزيد من التكلفة المادية و الزمنية، رغم بعض الحملات التي تنتقل خلالها المصالح الامنية لتقريب هذه الخدمة من المواطن من وقت لاخر. يبدو أن ناقوس الخطر قد دق، وينبغي إعلان حالة استثناء، لقد أمضيت طفولتي في مدينة اولادبرحيل . وزدت على ذلك تكويني الابتدائي والإعدادي والتأهيلي، ولا أشهد إلا بما شهد به أسلافي وأقراني، شهادة صدق وإخلاص.. وحق واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير،
تعليقات
إرسال تعليق