اسرار بريس : فتيحة ألحيان
قليل من الناس لم يدرون لم خلقوا، كثير من الناس يتخبطون في الحياة فقط للاشيء في اللاشيء يتخبطون وكأنهم لا ينتمون لجلد آدم، تقودهم غرائزهم الحيوانية وتتمايل بهم كيفما شاءت، تارة ذات اليمين وتارة ذات الشمال، تراهم تتعثر خطاهم في حفر النفايات العفنة والبرك المنسية الراكدة، لا يعرفون من الإنسانية سوى ذاك الاسم البراق و الذي أصبح موضة في فم المتكلم وادن المستمع، تلوم أفواههم بأحرفه ثم تتبخر بعدها في الفضاء الشاسع، ظاهرهم حروف متناسقة لا يسعك إلا أن تقول “سبحان عظمة الخالق” لكنك إذا أمعنت النظر إليهم وتصفحت باطنهم ستجدهم ذئابا تحتمي تحت قناع الإنسانية.
ذئاب سال لعابهم إما لحب الدرهم وجمع القناطير المقنطرة، وإما لحب الرئاسة والسلطة وإعادة اجترار خطابات لاتسمن ولا تغني من جوع، وإما للإطاحة بنساء مائلات مميلات.
فالذئب الأول دستوره هو أن يوزع المخدرات كما يوزع الزيت و السكر بين جميع فئات الناس شيبا وشبابا، وان تتسابق المهلوسات مع جميع وجباتنا الغذائية إلى المعدة وبعدها صرف الأموال الطائلة في مراكز علاج الإدمان وغيرها.
أما الذئب الثاني فاكبر همه هي السلطة والسيادة ولو على حساب اقرب الناس إليه فيتراءى لك في خطابات سياسوية لا يكل منها ولا يمل؛ وكيف يمل منها وهو كل همه استقطاب اكبر عدد من الأدمغة المهترئة مستغلا فقر جيوبهم وفقر الوعي لديهم وبذلك يسهل ملء الصناديق ويصل إلى الرئاسة وهو عاجز عن رئاسة نفسه وتلجيمها عن ما هو منكر وباطل وفي تلك اللحظة بالذات يختفي الرئيس هو وخطاباته وجميع وعوده المنمقة حتى ولاية أخرى.
أما الذئب الثالث فهو ليس اقل مكرا منهما دستوره هو إغراق العالم في الدعارة والانحلال وذلك من خلال شركات الإنتاج بالدرجة الأولى والتي تستنفد جميع طاقاتها ومكنوناتها في إفساد الشباب وتظليله، فليس طبيعيا أن تدور كل الأفلام حول الجنس والدولار والمخدرات.
فما علينا إذن إلا أن نفتح عقولنا جيدا فما أكثر اللذين يدسون السم في الفكر باسم الفكر وليس كل ما نقرأ من كتب وما نشاهد من أفلام هي محاولات بريئة لتسليتنا.
تعليقات
إرسال تعليق